قصائد سيدنا " علي بن أبي طالب " رضى الله عنه
________________________________________
الأَزْدُ سَيْفِي عَلَى الأَعْدَاءِ كُلِّهِمُ ***** وَسَيْفُ أَحْمَدَ مَنْ دَانَتْ لَهُ العَرَبُ
قَوْمٌ إذا فاجأوا أَبْلَوا وإن غُلِبُوا ***** لا يُحْجِمُونَ ولا يَدْرُونَ مَا الْهَرَبُ
قَوْمٌ لَبُوسُهُمُ فِي كُلِّ مُعْتَرَكٍ ***** بيضٌ رقاقٌ وداوُديةٌ سُلَبُ
البِيْضُ فَوْقَ رُؤُوسٍ تَحْتَها اليَلَبُ ***** وفي الأَنَامِلِ سُمْرُ الخَطِّ والقُضُبُ
وأَيُّ يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ لَيْسَ لَهُم ***** فيهِ مِنَ الفِعْلِ ما مِنْ دُونِهِ العَجَبُ
الأَزْدُ أزيَدُ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمٍ ***** فَضْلاً وَأَعْلاَهُمْ قَدْرا إذا رَكِبُوا
وَالأَوْسُ وَالْخَزْرَج القَوْمُ الَّذِينَ بِهِمْ ***** آوَوا فَأَعْطَوا فَوْقَ مَا وَهَبُوا
يَا مَعْشَر الأَزْدِ أَنْتُمْ مَعْشَرٌ أُنُفٌ ***** لاَ يَضْعُفُون إذا مَا اشْتَدَّتِ الحِقَبُ
وَفَيْتُمُ وَوَفَاءُ العَهْدِ شِيْمَتُكم ***** وَلَمْ يُخالِطْ قديما صِدْقَكُمْ كَذِبُ
إذا غَضِبْتُمُ يَهَابُ الخَلْقُ سَطْوَتَكُم ***** وَقَدْ يَهُونُ عَلَيكُم مِنْهُمُ الغَضَبُ
يا مَعْشَر الأزْدِ إِنِّي مِنْ جَمِيْعِكُمُ ***** رَاضٍ وَأَنْتُمْ رؤوسُ الأَمْرِ لا الذَّنَبُ
لَنْ يَيْأَسَ الأَزْدُ مِنْ رُوْحٍ وَمَغْفِرَةٍ ***** وَاللُه يَكْلأُهُم مِنْ حَيْثُ ما ذَهَبُوا
طِبْتُم حَدِيثا كما قَدْ طابَ أَوَّلُكُمْ ***** والشَّوْكُ لا يُجْتَنَى مِنْ فَرْعِهِ العِنَبُ
والأَزْدُ جُرْثُومَةٌ إِنْ سُوبِقُوا سَبَقُوا ***** أو فُوخِرُوا فخروا أو غُولِبُوا غَلَبوا
أَو كُوثروا كَثروا أو صُوبرُوا صبروا ***** أو سُوهِموا سَهَموا أو سُولِبوا سَلَبوا
صَفَوا فَأَصْفَاهُمُ البارِي وِلاَيَتَهُ ***** فَلَمْ يَشِبْ صَفْوَهُمْ لَهْوٌ ولا لَعِبُ
مِنْ حُسْنِ أخْلاَقِهِمْ طابَتْ مجالِسُهُمْ ***** لا الجَهْلُ يَعْرُوْهُمْ فيها ولا الصَّخَبُ
الغَيْثُ ما رُوِّضُوا مِنْ دُوْنِ نائِلِهِمْ ***** والأُسْدُ تَرْهَبُهُمْ يوما إذا غَضِبُوا
أَنْدَى الأَنَامِ أَكُفًّا حِيْنَ تَسْأَلُهُم ***** وَأَرْبَطُ النَّاسِ جَأْشا إنْ هُمُ نُدِبوا
فَاللُه يَجْزِيْهِمُ عَمَّا أَتَوا وَحَبَوا ***** بِهِ الرَّسولَ وَمَا مِنْ صَالِحٍ كَسَبُوا
*************
(( 2 ))
أَمِنْ بَعْدِ تَكْفِيْنَ النَّبِيِّ ودَفْنِهِ ***** نَعِيْشُ بآلاءِ وَنَجْنَحُ للسَّلْوَى
رُزِقْنَا رَسُوْلَ اللَّهِ حقًّا فَلَنْ نَرَى ***** بِذَاكَ عَدِيْلاً ما حَيِيْنَا مِنَ الرَّدَى
وَكُنْتَ لَنَا كَالْحِصْنِ مِنْ دُوْنِ أَهْلِهِ ***** لَهُ مَعْقِلٌ حِرْزٌ حَرْيِزٌ مِنَ العِدَى
وَكُنَّا بِهِ شُمَّ الأُنُوفِ بِنَحْوِهِ ***** على مَوْضِعٍ لاَ يُسْتَطَاعُ ولا يُرَى
وَكُنَّا بِمَرْآكُمْ نَرَى النُّورَ وَالْهُدَى ***** صباحا مَسَاءً رَاْحَ فينَا أَوِ اغْتَدَى
لَقَدْ غَشِيَتْنَا ظُلْمَةٌ بَعْدَ فَقْدِكُم ***** نَهارا وَقَدْ زَادَتْ على ظُلْمَةِ الدُّجَى
فَيَا خَيْرَ مَنْ ضَمَّ الجَوَانِحَ وَالحَشَا ***** وَيَا خَيْرَ مَيْتٍ ضَمَّهُ التُّرْبُ وَالثَّرى
كَأَنَّ أُمُوْرَ النَّاسِ بَعْدَكَ ضُمِّنَتْ ***** سَفِيْنَةَ مَوْجِ البَحْرِ والبَحْرُ قَدْ طَمَى
وَضَاْقَ فَضَاءُ الأَرْضِ عَنَّا بِرَحْبِهِ ***** لِفَقْدِ رَسُوْلِ الله إِذْ قِيْلَ قَدْ مَضَى
فَقَدْ نَزَلَتْ بالمُسْلِميْنَ مُصِيْبَةٌ كَصَدْعِ ***** الصَّفَا لا صَدْعَ لِلشَّعْبِ في الصَّفا
فَلَنْ يَسْتَقِلَّ النَّاسُ ما حَلَّ فيهمُ ***** وَلَنْ يُجْبَرَ العَظْمُ الَّذي مِنْهُمُ وَهَى
وَفِي كُلِّ وَقْتٍ للصَّلاَةِ يَهْيْجُهَا ***** بِلالٌ وَيَدْعُو باِسْمِهِ كُلَّما دَعَا
وَيَطْلُبُ أَقْوَامٌ مَوَارِيْثَ هَاْلِكٍ ***** وَفِينَا مَوَارِيْثُ النُّبُوَّةِ والْهُدَى
*****************
(( 3 ))
وَما طَلَبُ المَعِيْشَةِ بالتَّمَنِّي ***** وَلَكِنْ أَلْقِ دَلْوَكَ فِي الدِّلاَءِ
تَجِئْكَ بِمِلْئِها يَوْما وَيَوْما ***** تَجِئْكَ بِحَمْأَةِ وَقَلِيْلِ مَاْءِ
وَلا تَقْعُدْ على كُلِّ التَّمَنِّي ***** تُحِيْلُ على المقَدَّرِ والقَضَاءِ
فَإِنَّ مَقَادِرَ الرَّحْمَنِ تَجْرِي ***** بأَرْزاقِ الرِّجالِ مِنَ السَّماءِ
مُقَدَّرَةً بِقَبْضٍ أو بِبَسْطَ ***** وَعَجْزُ المَرْءِ أَسْبَابُ البَلاَءِ
لَنِعْمَ اليَوْمُ يَوْمُ السَّبْتِ حَقّاً ***** لِصَيْدٍ إِنْ أَرَدْتَ بلاَ امْتِراءِ
وفِي الأَحَدِ البِنَاءُ لأَنّ فيهِ ***** تَبَدَّى الله فِي خَلْقِ السَّمَاءِ
وفِي الإثْنَيْنِ إنْ سَافَرْتَ فِيهِ ***** سَتَظْفَر بالنَّجَاحِ وبالثَّرَاءِ
وَمَنْ يُرِدِ الحِجامَةَ فالثُّلاثا ***** ففي ساعاتِه سَفْكُ الدِّماءِ
وإنْ شَرِبَ امْرُؤٌ يوما دَواءً ***** فَنِعْمَ اليَوْمُ يومُ الأرْبَعَاءِ
وفي يوم الخمِيْسِ قضاءُ حاجٍ ***** فَفِيه الله يأذَنُ بالدُّعَاءِ
وفي الجُمُعاتِ تَزْويجٌ وعرْسٌ ***** ولَذَّاتُ الرِّجَالِ مَعَ النِّساءِ
وَهَذا العِلْمُ لاَ يَعْلمْهُ إلاَّ ***** نَبِيٌّ أَوْ وَصِيُّ الأَنْبِياءِ
******************
(( 4 ))
تَغَيَّرَتِ الموَدَّةُ والوَفَاءُ ***** وقَلَّ الصِّدْقُ وانْقَطَعَ الرَّجَاءُ
وأَسْلَمَنِي الزَّمَانُ إلى صَدِيْقٍ ***** كَثيرِ الغَدْر ليسَ له رِعاءُ
وَرُبَّ أَخٍ وَفَيْتُ لهُ وَفِيٍّ ***** ولكن لا يَدومُ لهُ الوَفاءُ
أَخِلاَّءٌ إذا استَغْنَيْتُ عَنْهُمْ ***** وأَعداءٌ إذا نَزَلَ البَلاَءُ
يُدِيمونَ المَوَدَّةَ ما رأَوْنِي ***** ويَبْقَى الوُدُّ ما بَقِيَ اللِّقَاءُ
وَإِنْ غُيِّبْتُ عَنْ أحد قَلاَنِي ***** وَعَاقَبَنِي بمِا فيهِ اكتِفَاءُ
سَيُغْنِيْنِي الَّذي أَغْنَاهُ عَنِّي ***** فَلاَ فَقْرٌ يَدُومُ وَلاَ ثَرَاءُ
وَكُلُّ مَوَدَّةٍ لله تَصْفُو ***** وَلاَ يَصْفُو مَعَ الفِسْقِ الإِخَاءُ
وَكُلُّ جِرَاحَةٍ فَلَهَا دَواءٌ ***** وَسُوْءُ الخُلْقِ لَيْسَ لَهُ دَوَاءُ
ولَيْسَ بِدَائِمٍ أَبَدا نعِيْمٌ ***** كَذَاكَ البُؤْسُ لَيْسَ لهُ بَقَاءُ
إِذَا أَنْكَرْتُ عْهَدا مِنْ حَمِيْمٍ ***** ففي نفسي التكرُّم والحَيَاءُ
إذَا مَا رَأْسُ أَهْلِ البَيْتِ وَلَّى ***** بَدَا لَهُمُ مِنَ النَّاسِ الجَفَاءُ
________________________________________
الأَزْدُ سَيْفِي عَلَى الأَعْدَاءِ كُلِّهِمُ ***** وَسَيْفُ أَحْمَدَ مَنْ دَانَتْ لَهُ العَرَبُ
قَوْمٌ إذا فاجأوا أَبْلَوا وإن غُلِبُوا ***** لا يُحْجِمُونَ ولا يَدْرُونَ مَا الْهَرَبُ
قَوْمٌ لَبُوسُهُمُ فِي كُلِّ مُعْتَرَكٍ ***** بيضٌ رقاقٌ وداوُديةٌ سُلَبُ
البِيْضُ فَوْقَ رُؤُوسٍ تَحْتَها اليَلَبُ ***** وفي الأَنَامِلِ سُمْرُ الخَطِّ والقُضُبُ
وأَيُّ يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ لَيْسَ لَهُم ***** فيهِ مِنَ الفِعْلِ ما مِنْ دُونِهِ العَجَبُ
الأَزْدُ أزيَدُ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمٍ ***** فَضْلاً وَأَعْلاَهُمْ قَدْرا إذا رَكِبُوا
وَالأَوْسُ وَالْخَزْرَج القَوْمُ الَّذِينَ بِهِمْ ***** آوَوا فَأَعْطَوا فَوْقَ مَا وَهَبُوا
يَا مَعْشَر الأَزْدِ أَنْتُمْ مَعْشَرٌ أُنُفٌ ***** لاَ يَضْعُفُون إذا مَا اشْتَدَّتِ الحِقَبُ
وَفَيْتُمُ وَوَفَاءُ العَهْدِ شِيْمَتُكم ***** وَلَمْ يُخالِطْ قديما صِدْقَكُمْ كَذِبُ
إذا غَضِبْتُمُ يَهَابُ الخَلْقُ سَطْوَتَكُم ***** وَقَدْ يَهُونُ عَلَيكُم مِنْهُمُ الغَضَبُ
يا مَعْشَر الأزْدِ إِنِّي مِنْ جَمِيْعِكُمُ ***** رَاضٍ وَأَنْتُمْ رؤوسُ الأَمْرِ لا الذَّنَبُ
لَنْ يَيْأَسَ الأَزْدُ مِنْ رُوْحٍ وَمَغْفِرَةٍ ***** وَاللُه يَكْلأُهُم مِنْ حَيْثُ ما ذَهَبُوا
طِبْتُم حَدِيثا كما قَدْ طابَ أَوَّلُكُمْ ***** والشَّوْكُ لا يُجْتَنَى مِنْ فَرْعِهِ العِنَبُ
والأَزْدُ جُرْثُومَةٌ إِنْ سُوبِقُوا سَبَقُوا ***** أو فُوخِرُوا فخروا أو غُولِبُوا غَلَبوا
أَو كُوثروا كَثروا أو صُوبرُوا صبروا ***** أو سُوهِموا سَهَموا أو سُولِبوا سَلَبوا
صَفَوا فَأَصْفَاهُمُ البارِي وِلاَيَتَهُ ***** فَلَمْ يَشِبْ صَفْوَهُمْ لَهْوٌ ولا لَعِبُ
مِنْ حُسْنِ أخْلاَقِهِمْ طابَتْ مجالِسُهُمْ ***** لا الجَهْلُ يَعْرُوْهُمْ فيها ولا الصَّخَبُ
الغَيْثُ ما رُوِّضُوا مِنْ دُوْنِ نائِلِهِمْ ***** والأُسْدُ تَرْهَبُهُمْ يوما إذا غَضِبُوا
أَنْدَى الأَنَامِ أَكُفًّا حِيْنَ تَسْأَلُهُم ***** وَأَرْبَطُ النَّاسِ جَأْشا إنْ هُمُ نُدِبوا
فَاللُه يَجْزِيْهِمُ عَمَّا أَتَوا وَحَبَوا ***** بِهِ الرَّسولَ وَمَا مِنْ صَالِحٍ كَسَبُوا
*************
(( 2 ))
أَمِنْ بَعْدِ تَكْفِيْنَ النَّبِيِّ ودَفْنِهِ ***** نَعِيْشُ بآلاءِ وَنَجْنَحُ للسَّلْوَى
رُزِقْنَا رَسُوْلَ اللَّهِ حقًّا فَلَنْ نَرَى ***** بِذَاكَ عَدِيْلاً ما حَيِيْنَا مِنَ الرَّدَى
وَكُنْتَ لَنَا كَالْحِصْنِ مِنْ دُوْنِ أَهْلِهِ ***** لَهُ مَعْقِلٌ حِرْزٌ حَرْيِزٌ مِنَ العِدَى
وَكُنَّا بِهِ شُمَّ الأُنُوفِ بِنَحْوِهِ ***** على مَوْضِعٍ لاَ يُسْتَطَاعُ ولا يُرَى
وَكُنَّا بِمَرْآكُمْ نَرَى النُّورَ وَالْهُدَى ***** صباحا مَسَاءً رَاْحَ فينَا أَوِ اغْتَدَى
لَقَدْ غَشِيَتْنَا ظُلْمَةٌ بَعْدَ فَقْدِكُم ***** نَهارا وَقَدْ زَادَتْ على ظُلْمَةِ الدُّجَى
فَيَا خَيْرَ مَنْ ضَمَّ الجَوَانِحَ وَالحَشَا ***** وَيَا خَيْرَ مَيْتٍ ضَمَّهُ التُّرْبُ وَالثَّرى
كَأَنَّ أُمُوْرَ النَّاسِ بَعْدَكَ ضُمِّنَتْ ***** سَفِيْنَةَ مَوْجِ البَحْرِ والبَحْرُ قَدْ طَمَى
وَضَاْقَ فَضَاءُ الأَرْضِ عَنَّا بِرَحْبِهِ ***** لِفَقْدِ رَسُوْلِ الله إِذْ قِيْلَ قَدْ مَضَى
فَقَدْ نَزَلَتْ بالمُسْلِميْنَ مُصِيْبَةٌ كَصَدْعِ ***** الصَّفَا لا صَدْعَ لِلشَّعْبِ في الصَّفا
فَلَنْ يَسْتَقِلَّ النَّاسُ ما حَلَّ فيهمُ ***** وَلَنْ يُجْبَرَ العَظْمُ الَّذي مِنْهُمُ وَهَى
وَفِي كُلِّ وَقْتٍ للصَّلاَةِ يَهْيْجُهَا ***** بِلالٌ وَيَدْعُو باِسْمِهِ كُلَّما دَعَا
وَيَطْلُبُ أَقْوَامٌ مَوَارِيْثَ هَاْلِكٍ ***** وَفِينَا مَوَارِيْثُ النُّبُوَّةِ والْهُدَى
*****************
(( 3 ))
وَما طَلَبُ المَعِيْشَةِ بالتَّمَنِّي ***** وَلَكِنْ أَلْقِ دَلْوَكَ فِي الدِّلاَءِ
تَجِئْكَ بِمِلْئِها يَوْما وَيَوْما ***** تَجِئْكَ بِحَمْأَةِ وَقَلِيْلِ مَاْءِ
وَلا تَقْعُدْ على كُلِّ التَّمَنِّي ***** تُحِيْلُ على المقَدَّرِ والقَضَاءِ
فَإِنَّ مَقَادِرَ الرَّحْمَنِ تَجْرِي ***** بأَرْزاقِ الرِّجالِ مِنَ السَّماءِ
مُقَدَّرَةً بِقَبْضٍ أو بِبَسْطَ ***** وَعَجْزُ المَرْءِ أَسْبَابُ البَلاَءِ
لَنِعْمَ اليَوْمُ يَوْمُ السَّبْتِ حَقّاً ***** لِصَيْدٍ إِنْ أَرَدْتَ بلاَ امْتِراءِ
وفِي الأَحَدِ البِنَاءُ لأَنّ فيهِ ***** تَبَدَّى الله فِي خَلْقِ السَّمَاءِ
وفِي الإثْنَيْنِ إنْ سَافَرْتَ فِيهِ ***** سَتَظْفَر بالنَّجَاحِ وبالثَّرَاءِ
وَمَنْ يُرِدِ الحِجامَةَ فالثُّلاثا ***** ففي ساعاتِه سَفْكُ الدِّماءِ
وإنْ شَرِبَ امْرُؤٌ يوما دَواءً ***** فَنِعْمَ اليَوْمُ يومُ الأرْبَعَاءِ
وفي يوم الخمِيْسِ قضاءُ حاجٍ ***** فَفِيه الله يأذَنُ بالدُّعَاءِ
وفي الجُمُعاتِ تَزْويجٌ وعرْسٌ ***** ولَذَّاتُ الرِّجَالِ مَعَ النِّساءِ
وَهَذا العِلْمُ لاَ يَعْلمْهُ إلاَّ ***** نَبِيٌّ أَوْ وَصِيُّ الأَنْبِياءِ
******************
(( 4 ))
تَغَيَّرَتِ الموَدَّةُ والوَفَاءُ ***** وقَلَّ الصِّدْقُ وانْقَطَعَ الرَّجَاءُ
وأَسْلَمَنِي الزَّمَانُ إلى صَدِيْقٍ ***** كَثيرِ الغَدْر ليسَ له رِعاءُ
وَرُبَّ أَخٍ وَفَيْتُ لهُ وَفِيٍّ ***** ولكن لا يَدومُ لهُ الوَفاءُ
أَخِلاَّءٌ إذا استَغْنَيْتُ عَنْهُمْ ***** وأَعداءٌ إذا نَزَلَ البَلاَءُ
يُدِيمونَ المَوَدَّةَ ما رأَوْنِي ***** ويَبْقَى الوُدُّ ما بَقِيَ اللِّقَاءُ
وَإِنْ غُيِّبْتُ عَنْ أحد قَلاَنِي ***** وَعَاقَبَنِي بمِا فيهِ اكتِفَاءُ
سَيُغْنِيْنِي الَّذي أَغْنَاهُ عَنِّي ***** فَلاَ فَقْرٌ يَدُومُ وَلاَ ثَرَاءُ
وَكُلُّ مَوَدَّةٍ لله تَصْفُو ***** وَلاَ يَصْفُو مَعَ الفِسْقِ الإِخَاءُ
وَكُلُّ جِرَاحَةٍ فَلَهَا دَواءٌ ***** وَسُوْءُ الخُلْقِ لَيْسَ لَهُ دَوَاءُ
ولَيْسَ بِدَائِمٍ أَبَدا نعِيْمٌ ***** كَذَاكَ البُؤْسُ لَيْسَ لهُ بَقَاءُ
إِذَا أَنْكَرْتُ عْهَدا مِنْ حَمِيْمٍ ***** ففي نفسي التكرُّم والحَيَاءُ
إذَا مَا رَأْسُ أَهْلِ البَيْتِ وَلَّى ***** بَدَا لَهُمُ مِنَ النَّاسِ الجَفَاءُ