منتدى الأستاذ محمود سعيد البدوي

أهلا ومرحبا بك في هذا المنتدى الوليد نرجو منكم الدعم والمشاركة ولكم جزيل الشكر

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى الأستاذ محمود سعيد البدوي

أهلا ومرحبا بك في هذا المنتدى الوليد نرجو منكم الدعم والمشاركة ولكم جزيل الشكر

منتدى الأستاذ محمود سعيد البدوي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى تربوي تعليمي


    أروع القصائد في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم

    Admin
    Admin
    المدير


    عدد المساهمات : 92
    تاريخ التسجيل : 25/07/2009
    العمر : 46

    أروع القصائد في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم Empty أروع القصائد في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء 9 مايو 2012 - 16:53

    اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت
    على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
    اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد
    كما باركت على إبراهيم وعلى
    آل إبراهيم إنك حميد مجيد}
    رواه البخاري ومسلم
    وأَحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني
    وَأجْمَلُ مِنْكَ لَـــــمْ تَلِدِ النّسَــــاءُ
    خلقتَ مبرأ ً منْ كـــــلّ عيبٍ
    كأنكَ قدْ خلقـــــتَ كما تشــــــاءُ



    وُلِدَ الهُدى فَالكائِناتُ ضِياءُ
    امير الشعراء احمد شوقي





    وُلِــدَ الهُــدى فَالكائِناتُ ضِيــاءُ
    وَفَمُ الزَمـــــانِ تَبَسُّمٌ وَثَـنــاءُ
    الروحُ وَالمَــلَأُ المَلائِكُ حَــولَهُ
    لِلـــدينِ وَالــدُنيــا بِهِ بُشَراءُ
    وَالعَرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي
    وَالمُنتَهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ
    وَحَديقَةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا
    بِالتُــرجُمـــانِ شَذِيَّةٌ غَنّـــاءُ
    وَالوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلًا مِن سَلسَلٍ
    وَاللَـــوحُ وَالقَلَمُ البَديــعُ رُواءُ
    نُظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ
    في اللَـوحِ وَاسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ
    اسمُ الجَلالَةِ في بَديـعِ حُروفِهِ

    أَلِــفٌ هُنالِكَ وَاســمُ طَـــهَ البــاءُ
    يا خَيرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً
    مِن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا
    بَيتُ النَبِـيّـينَ الَّذي لا يَلتَقي
    إِلّا الحَنــائِــفُ فيــهِ وَالحُنَفـــاءُ
    خَيرُ الأُبُوَّةِ حــازَهُمْ لَكَ آدَمٌ
    دونَ الأَنــامِ وَأَحــرَزَت حَـــوّاءُ
    هُم أَدرَكوا عِزَّ النُبُوَّةِ وَانتَهَت
    فيهـــا إِلَيــكَ العِـــزَّةُ القَعســاءُ
    خُلِقَت لِبَيتِكَ وَهوَ مَخلوقٌ لَها
    إِنَّ العَظــائِمَ كُفـــؤُها العُظَمــاءُ
    بِكَ بَشَّرَ اللَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت
    وَتَضَـــوَّعَت مِسكًــا بِكَ الغَبـراءُ
    وَبَدا مُحَيّـــاكَ الَّذي قَسَمــاتُهُ
    حَــقٌّ وَغُـــرَّتُهُ هُـــدىً وَحَــيـــاءُ
    وَعَلَيهِ مِـن نورِ النُبُــوَّةِ رَونَقٌ
    وَمِنَ الخَليــــلِ وَهَــديِــهِ سيمـــاءُ
    أَثنى المَسيحُ عَلَيهِ خَلفَ سَمائِهِ
    وَتَهَــلَّلـَت وَاهــتَــزَّتِ العَــــذراءُ
    يَومٌ يَتيهُ عَلى الزَمانِ صَباحُهُ
    وَمَــســـــاؤُهُ بِمُـحَــمَّـــدٍ وَضّـــاءُ
    الحَقُّ عالي الرُكنِ فيهِ مُظَفَّرٌ
    فــي المُلكِ لا يَعلـــو عَلَيـــهِ لِواءُ
    قال حسان بن ثابت رضي الله عنه

    وأَحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني
    وَأجْمَلُ مِنْكَ لَـــــمْ تَلِدِ النّسَــــاءُ
    خلقتَ مبرأ ً منْ كـــــلّ عيبٍ
    كأنكَ قدْ خلقـــــتَ كما تشــــــاءُ



    وقال:
    هجوتَ محمداً، فأجبتُ عنهُ
    وعندَ اللهِ فــي ذاكَ الجــــــزاءُ
    أتَهْجُوهُ، وَلَسْتَ لــَهُ بكُفْءٍ
    فَشَرُّكُمـــا لِخَيْرِكُمَــا الفِـــــداءُ
    هجوتَ مباركاً، براً، حنيفاً
    أميــنَ اللهِ، شيمتهُ الوفـــــــاءُ
    فَمَنْ يَهْجُو رَسُولَ اللَّهِ مِنْكُمْ
    ويمدحــهُ، وينصــــرهُ ســــواءُ
    فَإنّ أبي وَوَالِدَهُ وَعِرْضي
    لعرضِ محمــــدٍ منكمْ وقـــــاءُ


    قصيدة البردة
    كعب بن زهير بن أبي سلمى..رضى الله عنه
    يروي أن كعب بن زهير بن أبي سلمى كان قد هجا المسلمين وهجا النبي (ص) في شعره حتى أن النبي أباح دمه ، ولما ضاقت بكعب السبل ولم يجد له مأمناً هداه تفكيره إلى الإسلام ، فذهب متخفياً للنبي (ص) في المسجد وطلب منه الأمان ، فأعطاه النبي الأمان فألقى قصيدة جميلة في مدح النبي (ص) ومنها قوله يطلب العفو من النبي (ص):
    نبئت أن رسول الله أوعدني
    والعفو عند رسول الله مأمول
    فخلع عليه النبي بردته الشريفة ، فاحتفظ بها وأورثها أولاده وهي من اروع ما قيل في مدح الرسول
    صلَّ الله عليه وسلم






    بـانَتْ سُـعادُ فَـقَلْبي اليَوْمَ مَتْبــولُ
    مُـتَـيَّمٌ إثْـرَها لـم يُـفَدْ مَـكْبولُ
    وَمَـا سُـعَادُ غَـداةَ البَيْن إِذْ رَحَلوا
    إِلاّ أَغَـنُّ غضيضُ الطَّرْفِ مَكْحُولُ
    هَـيْـفــاءُ مُـقْبِلَةً عَـجْــزاءُ مُـدْبِرَةً
    لا يُـشْتَكى قِـصَرٌ مِـنها ولا طُولُ
    تَجْلُو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابْتَسَمَتْ
    كــأنَّـهُ مُـنْـهَــلٌ بـالرَّاحِ مَـعْلُــولُ
    شُـجَّـتْ بِـذي شَـبَمٍ مِنْ ماءِ مَعْنِيةٍ
    صافٍ بأَبْطَحَ أضْحَى وهْو مَشْمولُ
    تَـنْفِـي الـرِّيـاحُ القَذَى عَنْـهُ وأفْرَطُهُ
    مِـنْ صَــوْبِ سـارِيَةٍ بِيضٌ يَعالِيلُ
    أكْـــرِمْ بِـها خُـلَّــةً لــوْ أنَّها صَدَقَتْ
    مَـوْعودَها أَو ْلَوَ أَنِّ النُّصْحَ مَقْبولُ
    لـكِنَّهـــا خُـلَّةٌ قَـدْ سِـيطَ مِنْ دَمِهــا
    فَـجْــعٌ ووَلَـعٌ وإِخْـلافٌ وتَـبْديلُ
    فـما تَــدومُ عَـلَــى حـالٍ تكونُ بِها
    كَـما تَـلَوَّنُ فـي أثْـوابِها الـغُولُ
    ولا تَـمَسَّكُ بـالعَهْدِ الـذي زَعَمْتْ
    إلاَّ كَـما يُـمْسِكُ الـماءَ الـغَرابِيلُ
    فـلا يَـغُرَّنْكَ مـا مَنَّتْ وما وَعَدَتْ
    إنَّ الأمـانِـــيَّ والأحْـلامَ تَـضْليلُ
    كـانَتْ مَـواعيدُ عُـرْقوبٍ لَها مَثَلا
    ومــا مَــواعِـيدُهــا إلاَّ الأبـاطيلُ
    أرْجــو وآمُـلُ أنْ تَـدْنــو مَـوَدَّتُها
    ومـا إِخـالُ لَـدَيْنا مِـنْــكِ تَـنْويلُ
    أمْـسَتْ سُـعــادُ بِـأرْضٍ لايُـبَلِّغُها
    إلاَّ الـعِتاقُ الـنَّجيباتُ الـمَراسِيلُ
    ولَـــــنْ يُـبَـلِّغَـهــــا إلاّ غُـــذافِـــرَةٌ
    لـها عَـلَى الأيْـــنِ إرْقـالٌ وتَبْغيلُ
    مِـنْ كُلِّ نَضَّاخَةِ الذِّفْــرَى إذا عَرِقَتْ
    عُـرْضَتُها طامِسُ الأعْلامِ مَجْهولُ
    تَـرْمِي الـغُيـــوبَ بِعَيْنَيْ مُفْرَدٍ لَهِـقٍ
    إذا تَــــوَقَّـــدَتِ الـحَـزَّازُ والـمِيلُ
    ضَـخْـــمٌ مُـقَـلَّـدُها فَـعْـــم مُـقَيَّدُهـــا
    في خَلْقِها عَنْ بَناتِ الفَحْلِ تَفْضيلُ
    غَـلْـبـــاءُ وَجْـنــاءُ عَـلْكوم مُـذَكَّرْةٌ
    فــي دَفْـهـــا سَـعَةٌ قُـدَّامَها مِـيـلُ
    وجِـلْـدُهـــا مِـنْ أُطـــومٍ لا يُـؤَيِّسُهُ
    طَـلْحٌ بـضاحِيَةِ الـمَتْنَيْنِ مَهْزولُ
    حَـرْفٌ أخـوها أبـوهــا مِن مُهَجَّنَةٍ
    وعَـمُّـها خـالُها قَــوْداءُ شْـمِليلُ
    يَـمْشي الـقُــرادُ عَـليْها ثُـــمَّ يُزْلِقُهُ
    مِـنْـها لِـبـــانٌ وأقْـرابٌ زَهـالِيــلُ
    عَـيْرانَةٌ قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عَنْ عُرُضٍ
    مِـرْفَقُها عَـنْ بَـناتِ الزُّورِ مَفْتولُ
    كـأنَّـمــا فـاتَ عَـيْنَـيْهــا ومَـذْبَحَهــا
    مِـنْ خَـطْمِها ومِن الَّلحْيَيْنِ بِرْطيلُ
    تَـمُرُّ مِـثْـــلَ عَسيبِ النَّخْلِ ذا خُصَلٍ
    فـي غـارِزٍ لَـمْ تُـخَوِّنْـهُ الأحاليلُ
    قَـنْــواءُ فـي حَـرَّتَيْها لِـلْبَصيــرِ بِها
    عَـتَقٌ مُـبينٌ وفـي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ
    تُـخْدِي عَـلَى يَـسَراتٍ وهي لاحِقَةٌ
    ذَوابِــلٌ مَـسُّهُـــنَّ الأرضَ تَـحْليلُ
    سُمْرُ العَجاياتِ يَتْرُكْنَ الحَصَى زِيماً
    لـم يَـقِهِنَّ رُؤوسَ الأُكْـمِ تَـنْعيلُ
    كــأنَّ أَوْبَ ذِراعَـيْـهـــا إذا عَـرِقَتْ
    وقــد تَـلَـفَّعَ بـالكورِ الـعَساقيـــلُ
    يَـوْماً يَـظَلُّ به الحِــرْباءُ مُصْطَخِداً
    كـأنَّ ضـاحِيَـــهُ بـالشَّمْسِ مَـمْلولُ
    وقـالَ لِـلْقوْمِ حـادِيهِــــمْ وقــدْ جَعَلَتْ
    وُرْقَ الجَنادِبِ يَرْكُضْنَ الحَصَى قِيلُوا
    شَـدَّ الـنَّهارِ ذِراعـا عَيْطَـلٍ نَصِــفٍ
    قـامَـتْ فَـجاوَبَهـــا نُـكْدٌ مَـثاكِيـــلُ
    نَـوَّاحَةٌ رِخْـوَةُ الـضَّبْعَيْـــنِ لَيْسَ لَها
    لَـمَّا نَـعَى بِـكْرَها النَّاعونَ مَعْقولُ
    تَـفْرِي الُّـلبـانَ بِـكَفَّيْهـــا ومَـدْرَعُها
    مُـشَـقَّـــقٌ عَـنْ تَـراقيها رَعـابيلُ
    تَـسْعَى الـوُشاةُ جَـنابَيْهـــا وقَـوْلُهُمُ
    إنَّـك يـا ابْـنَ أبـي سُلْمَى لَمَقْتولُ
    وقــالَ كُــــلُّ خَـليــــلٍ كُـنْتُ آمُـلُهُ
    لا أُلْـهِيَنَّكَ إنِّـي عَـنْكَ مَـشْغولُ
    فَـقُـلْتُ خَـلُّــوا سَـبيلِــــي لاَ أبـالَكُمُ
    فَـكُلُّ مـا قَـدَّرَ الـرَّحْمنُ مَفْعولُ
    كُـلُّ ابْـنِ أُنْثَى وإنْ طالَـتْ سَلامَتُهُ
    يَـوْماً عـلى آلَـةٍ حَـدْباءَ مَحْمولُ
    أُنْـبِـئْتُ أنَّ رَسُـولَ اللهِ أَوْعَـدَنــــي
    والـعَفْوُ عَـنْدَ رَسُـولِ اللهِ مَأْمُولُ
    وقَـدْ أَتَـيْتُ رَسُـــــولَ اللهِ مُـعْتَــذِراً
    والـعُذْرُ عِـنْدَ رَسُـولِ اللهِ مَقْبولُ
    مَـهْلاً هَـــداكَ الـذي أَعْطـــاكَ نافِلَةَ
    الْـقُرْآنِ فـيها مَـواعيظٌ وتَـفُصيلُ
    لا تَـأْخُذَنِّـي بِـأَقْــــوالِ الـوُشاة ولَـمْ
    أُذْنِـبْ وقَـــدْ كَـثُرَتْ فِـيَّ الأقاويلُ
    لَـقَدْ أقْـــــومُ مَـقاماً لــــو يَـقومُ بِـــه
    أرَى وأَسْـمَعُ مـا لـم يَسْمَعِ الفيلُ
    لَـظَـلَّ يِـرْعُــدُ إلاَّ أنْ يـكـــونَ لَهُ مِنَ
    الَّــــــرسُـولِ بِــإِذْنِ اللهِ تَـنْـــويلُ
    حَـتَّى وَضَـعْــتُ يَـميني لا أُنازِعُــهُ
    فـي كَـفِّ ذِي نَـغَماتٍ قِيلُهُ القِيلُ
    لَـــــذاكَ أَهْـيَبُ عِـنْــــدي إذْ أُكَـلِّمُهُ

    وقـيـلَ إنَّـكَ مَـنْسوبٌ ومَـسْئُولُ
    مِـنْ خـادِرٍ مِـــنْ لُيوثِ الأُسْدِ مَسْكَنُهُ
    مِـنْ بَـطْنِ عَـثَّرَ غِيلٌ دونَهُ غيلُ
    يَـغْدو فَـيُلْحِـــمُ ضِـرْغامَيْنِ عَيْشُهُمـا
    لَـحْمٌ مَـنَ الـقَوْمِ مَـعْفورٌ خَراديلُ
    إِذا يُـســـاوِرُ قِـــرْناً لا يَـحِــــلُّ لَـهُ
    أنْ يَـتْرُكَ الـقِرْنَ إلاَّ وهَوَ مَغْلُولُ
    مِـنْـهُ تَـظَـــلُّ سَـباعُ الـجَوِّضامِــزَةً
    ولا تَـمَـشَّى بَـوادِيـهِ الأراجِـيلُ
    ولا يَـــــزالُ بِـواديـهِ أخُـــو ثِـقَــــةٍ
    مُـطَرَّحَ الـبَزِّ والـدَّرْسانِ مَأْكولُ
    إنَّ الـرَّسُولَ لَنُــــورٌ يُـسْتَضـــاءُ بِهِ
    مُـهَنَّدٌ مِـنْ سُـيوفِ اللهِ مَـسْلُولُ
    فـي فِـتْيَةٍ مِـنْ قُــريْشٍ قالَ قائِلُهُــــمْ
    بِـبَطْنِ مَـكَّةَ لَـمَّا أسْـلَمُوا زُولُوا
    زالُـوا فـمَـا زالَ أَنْكــاسٌ ولا كُشُفٌ
    عِـنْـدَ الِّـلقاءِ ولا مِـيلٌ مَـعازيلُ
    شُــمُّ الـعَـرانِينِ أبْـطـــالٌ لُـبوسُهُـــمْ
    مِـنْ نَـسْجِ دَاوُدَ في الهَيْجَا سَرابيلُ
    بِـيضٌ سَــوَابِغُ قـد شُكَّتْ لَهَا حَلَــــقٌ
    كـأنَّـها حَـلَقُ الـقَفْعــــاءِ مَـجْدولُ
    يَمْشونَ مَشْيَ الجِمالِ الزُّهْرِ يَعْصِمُهُمْ
    ضَـرْبٌ إذا عَـرَّدَ الـسُّودُ التَّنابِيلُ
    لا يَـفْـرَحـــونَ إذا نَـالتْ رِمـاحُهُــــمُ
    قَـوْماً ولَـيْسوا مَـجازِيعاً إذا نِيلُوا
    لا يَـقَعُ الـطَّعْنُ إلاَّ فـي نُحــــورِهِــمُ
    ومـا لَهُمْ عَنْ حِياضِ الموتِ تَهْليلُ
    بردة المديح للإمام البوصيري رحمه الله
    وهي في المرتبة الثانية بعد بردة
    كعب بن زهير بن أبي سلمى رضي الله عنه
    تُعد قصيدته الشهيرة "الكواكب الدرية في مدح
    خير البرية"، والمعروفة باسم "البردة" من
    عيون الشعر العربي، ومن أروع قصائد المدائح
    النبوية، ودرة ديوان شعر المديح في الإسلام،
    الذي جادت به قرائح الشعراء على مرّ العصور.


    أَمِنْ تـَذَكُّــــرِ جِيـــرَانٍ بِذِي سَلَــمٍ
    مَزَجْتَ دَمْعًا جَرَى مِنْ مُقـْلَةٍ بِدَمِ
    أَمْ هَبَّتِ الرِّيحُ مِنْ تِلْقـَـاءِ كَاظِمَــة
    وَأَوْمَضَ البَرْقُ فِي الظُلْمَاءِ مِنْ إِضَم
    فَمَـا لِعَيْنَيْـكَ إِنْ قُـلْـتَ أكْفُفـَا هَمَتـَا
    وَمَا لِقـَـلْبِكَ إِنْ قُلْتَ اسْتـَفِقْ يَهِمِ
    أَيَحْسَبُ الصَّبُّ أَنَّ الحُبَّ مُنْكَتـِـمٌ
    مَا بَيْنَ مُنْسَجِـمٍ مِنْهُ وَمُضْطَــرِمِ
    لَوْلاَ الهَوَى لَمْ تـَرِقْ دَمْعًا عَلَى طَلَلِ
    وَلاَ أَرِقْتَ لِذِكْرِ البَانِ وَالْعَلَــمِ
    فَكَيْفَ تُنـْـكِرُ حُبًّا بَعْدَمَــا شَهِدَتْ
    بِهِ عَلَيْكَ عُدُولُ الدَّمْـعِ وَالسِّقـَمِ
    وَأَثْبَتَ الوَجْدُ خَطَّيْ عَبْرَةٍ وَضَنىً
    مِثْلَ البَهَارِ عَلَى خَدَّيْكَ وَالعَنَـمِ
    نَعَمْ سَرَى طَيْفُ مَنْ أَهْـوَى فَأَرَّقَنِي
    وَالحُبُّ يَعْتَرِضُ اللَّذَّاتَ بِالأَلَــمِ
    يَا لاَئِمِي فِي الهَوَى العُذْرِيِّ مَعْذِرَةً
    مِنِّي إِلَيْكَ وَلَوْ أَنْصَفْتَ لَـمْ تـَـلُـمِ
    عَدَتـْـكَ حَالِـي لاَ سِــرِّي بِمُسْتـَتـِرٍ
    عَنِ الْوِشَــاةِ وَلاَ دَائِي بِمُنْحَسِمِ
    مَحَّضْتـَنِي النُصْحَ لَكِنْ لَسْتُ أَسْمَعُهُ
    إَنَّ المُحِبَّ عَنْ العُذَّالِ فِي صَمَمِ
    إَنِّي اتَّهَمْتُ نَصِيحَ الشَّيْبِ فِي عَذَليِ
    وَالشَّيْبُ أَبْعَدُ فِي نُصْحِ عَنِ التُّهَمِ
    فَإِنَّ أَمَّارَتــيِ بِالسُّـوءِ مَا اتَّعَظَـتْ
    مِنْ جَهْلِهَا بِنَذِيرِ الشَّيْبِ وَالهَرَمِ
    وَلاَ أَعَدَّتْ مِنَ الفِعْلِ الجَمِيــلِ قِرِى
    ضَيْفٍ أَلَمَّ بِرَأْسِي غَيْرَ مُحْتَشِمِ
    لَوْ كُـــنْتُ أَعْلَمُ أَنِّــي مَـا أُوَقِّــرُهُ
    كَتَمْتُ سِرًّا بَدَاليِ مَنْهُ بِالكِـتـَمِ
    مَنْ ليِ بِرَدِّ جِمَــاحٍ مِنْ غِوَايَتِهَــا
    كَمَا يُرَدُّ جِمَاحَ الخَيْلِ بِاللُّجَــمِ
    فَلاَ تَرُمْ بِالمَعَاصِي كَسْرَ شَهْوَتِهَا
    إِنَّ الطَّعَامَ يُقَوِّي شَهْوَةَ النَّهِــمِ
    وَالنَّفْسُ كَالطِّفِلِ إِنْ تُهْمِلْهُ شَبَّ عَلَى
    حُبِّ الرَّضَاعِ وَإِنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِمِ
    فَاصْرِفْ هَوَاهَا وَحَاذِرْ أَنْ تُوَلِّيَـهُ
    إِنَّ الهَوَى مَا تَوَلَّى يُصْمِ أَوْ يَصِمِ
    وَرَاعِهَا وَهِيَ فيِ الأَعْمَالِ سَائِمَةٌ
    وَإِنْ هِيَ اسْتَحَلَّتِ المَرْعَى فَلاَ تُسِمِ
    كَــمْ حَسَّنَتْ لَـــذَّةُ لِـلْـمَـرْءِ قَاتِــلَـةً
    مِنْ حَيْثُ لَمْ يَدْرِ أَنَّ السُّمَّ فيِ الدَّسَمِ
    وَاخْشَ الدَّسَائِسَ مِنْ جُوعٍ وَمِنْ شَبَعِ
    فَرُبَّ مَخْمَصَةٍ شَرُّ مِنَ التُّخَـــمِ
    وَاسْتَفْرِغِ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنٍ قَدِ امْتَلأَتْ
    مِنَ المَحَـــارِمِ وَالْزَمْ حِمْيَةَ النَّدَمِ
    وَخَالِفِ النَّفْسَ وَالشَّيْطَانَ وَاعْصِهِمَا
    وَإِنْ هُمَا مَحَّضَاكَ النُّصْحَ فَاتَّهِمِ
    وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمَا خَصْمًا وَلاَ حَكَمًا
    فَأَنْتَ تَعْرِفُ كَيْدَ الخَصْمِ وَالحَكَمِ
    وَاسْتَغْفِــرُ الله مِنْ قَـوْلٍ بِلاَ عَمَـــلٍ
    لَقَدْ نَسَبْتُ بِهِ نَسْـلاً لِذِي عُقُـــمِ
    أَمَرْتُكَ الخَيْرَ لَكِنْ مَا ائْتَمَرْتُ بِهِ
    وَمَا اسْتَقَمْتُ فَمَا قَوْليِ لَكَ اسْتَقِمِ
    وَلاَ تـَـزَوَّدْتُ قَبْــلَ المَوْتِ نَافِلَــةً
    وِلَمْ أُصَلِّ سِوَى فَرْضٍ وَلَمْ أَصُمِ
    ظَلَمْتُ سُنَّةَ مَنْ أَحْيَا الظَّلاَمَ إِلىَ
    أَنْ اشْتَكَتْ قَدَمَاهُ الضُّرَّ مِنْ وَرَمِ
    وَشَدَّ مـِنْ سَغَبٍ أَحْشَــــاءَهُ وَطَوَى
    تَحْتَ الحِجَارَةِ كَشْحًا مُتْرَفَ الأَدَمِ
    وَرَاوَدَتْــهُ الجِبَالُ الشُّــــمُّ مِــنْ ذَهَبٍ
    عَنْ نَفْسِهِ فَأَرَاهَا أَيَّمَــــا شَمَـــمِ
    وَأَكَّدَتْ زُهْدَهُ فِيهَــــا ضَـــرُورَتُهُ
    إِنَّ الضَرُورَةَ لاَ تَعْدُو عَلىَ العِصَمِ
    وَكَيْفَ تَدْعُو إِلىَ الدُّنْيَا ضَرُورَةُ مَنْ
    لَوْلاَهُ لَمْ تُخْرَجِ الدُّنْيَا مِنَ العَـــدَمِ
    مُحَمَّـــدٌ سَيِّــــدُ الكَوْنَيْنِ وَالثَّقَــــلَيْـ
    ـنِ وِالفَرِيقَيْنِ مِنْ عُرْبٍ وَمِنْ عَجَـمِ
    نَبِيُّنَا الآمِـــرُ النَّــاهِــــي فَلاَ أَحَــــدٌ
    أَبَرَّ فيِ قَوْلِ لاَ مِنْـــهُ وَلاَ نَعَـــمِ
    هُوَ الحَبِيبُ الـــذِّي تُرْجَى شَفَاعَتُـــهُ
    لِكُلِّ هَـــوْلٍ مِنَ الأَهْـــوَالِ مُقـْتـَحِمِ
    دَعَا إِلـــىَ اللهِ فَالْمُسْتَمْسِكُـــــونَ بِهِ
    مُسْتَمْسِكُـــونَ بِحَبْلٍ غَيْرِ مُنْفَصِمِ
    فَاقَ النَبِـيّـينَ فـــيِ خَلْقٍ وَفـــيِ خُلُقٍ
    وَلَمْ يُدَانُوهُ فيِ عِلْــمٍ وَلاَ كَــــرَمِ
    وَكُلُّهُــمْ مِــــنْ رَسُولِ اللهِ مُلْـتـَمِــسٌ
    غَرْفًا مِنَ البَحْرِ أَوْ رَشْفًا مِنَ الدِّيَمِ
    وَوَاقِـفُـــــونَ لَـــــدَيْهِ عِنْدَ حَدِّهِــــمِ
    مِنْ نُقْطَةِ العِلِمِ أَوْ مِنْ شَكْلَةِ الحِكَمِ
    فَهْــــــوَ الذِّي تَمَّ مَعْنَـــاهُ وَصُورَتُهُ
    ثُمَّ اصْطَفَاهُ حَبِيبًا بَــــارِئُ النَّسَمِ
    مُنَــــزَّهٌ عَنْ شَـــــرِيكٍ فيِ مَحَاسِنِهِ
    فَجَوْهَرُ الحُسْـــــنِ فِيِهِ غَيْرُ مُنْقَسِمِ
    دَعْ مَا ادَّعَتْهُ النَّصَـــارَى فيِ نَبِيِّهِـمِ
    وَاحْكُمْ بِمَا شِئْتَ مَدْحًا فِيهِ وَاحْتَكِمِ
    وَانْسُبْ إِلىَ ذَاتِهِ مَا شِئْتَ مِنْ شَرَفٍ
    وَانْسُبْ إِلىَ قَدْرُهُ مَا شِئْتَ مِنْ عِظَمِ
    فَإِنَّ فَضْلَ رَسُـــــولِ اللهِ لَيْـــسَ لَهُ
    حَدٌّ فَيُعْرِبَ عَنْـــهُ نَاطِقٌ بِفَــــمِ
    لَــوْ نَاسَبَتْ قـَـــدْرَهُ آيَاتُــــهُ عِظَمًـا
    أَحْيَا أسْمُهُ حِينَ يُدْعَى دَارِسَ الرِّمَمِ
    لَمْ يَمْتـَحِنَّا بِمَــا تَعْيَــا العُقُـــولُ بِهِ
    حِرْصًا عَلَيْنَا فَلَمْ نَرْتَبْ وَلَمْ نَهِمْ
    أَعْيَا الوَرَى فَهْمُ مَعْنَاهُ فَلَيْسَ يُرَى
    فيِ القُرْبِ وَالْبُعْدِ فِيهِ غَيْرُ مُنْفَحِمِ
    كَالشَّمْسِ تَظْهَرُ لِلْعَيْنَيْـــنِ مِنْ بُعُدٍ
    صَغِيرَةً وَتُكِلُّ الطَّــــرْفَ مِنْ أَمَمِ
    وَكَيْـــفَ يُدْرِكُ فيِ الدُّنْيَـا حَقِيقـَـتـَـهُ
    قَوْمٌ نِيَــامٌ تَسَلَّــوْا عَنْـهُ بِالحُلُـــمِ
    فَمَبْلَـــــغُ العِلْـــــــمِ فِيهِ أَنَّهُ بَشَــــرٌ
    وَأَنَّهُ خَيْــرُ خَلْـــقِ اللهِ كُلِّهِـــــمِ
    وَكُــلُّ آيٍ أَتَى الرُّسْـــــلُ الكِرَامُ بِهَا
    فَإِنَّمَا اتَّصَلَتْ مِـــنْ نُوِرِهِ بِهِـــمِ
    فَإِنَّهُ شَمْسُ فَضْـــلٍ هُـــمْ كَوَاكِبُهَا
    يُظْهِرْنَ أَنْوَارُهاَ لِلنَّاسِ فيِ الظُّلَمِ
    أَكْـــرِمْ بِخَلْــــقِ نَبِيٍ زَانَهُ خُلُـــــقٌ
    بِالحُسْنِ مُشْتَمِـــلٍ بِالبِشْرِ مُتَّسِمِ
    كَالزَّهْرِ فيِ تَرَفٍ وَالبَدْرِ فيِ شَرَفٍ
    وَالبَحْرِ فيِ كَرَمٍ وَالدَّهْرِ فيِ هِمَمِ
    كَأَنَّه وَهُـــــوَ فَـــــرْدٌ مِنْ جَلاَلَتِهِ
    فيِ عَسْكِرٍ حِينَ تَلَقَاهُ وَفيِ حَشَمِ
    كَأَنَّمَا اللُّؤْلُؤْ المَكْنُونُ فــيِ صَدَفٍ
    مِنْ مَعْدِنَيْ مَنْطِقٍ مِنْهُ وَمْبَتَسَمِ
    لاَ طِيبَ يَعْـــدِلُ تُرْبًا ضَمَّ أَعْظُمَهُ
    طُوبىَ لِمُنْـتـَشِـقٍ مِنْهُ وَمُلْتـَثِــمِ
    أَبَانَ مَوْلِــدُهُ عَـــــنْ طِيبِ عُنْصُرِهِ
    يَا طِيبَ مُبْتَــــدَإٍ مِنْهُ وَمُخْتَـتـَمِ
    يَوْمٌ تَفَرَّسَ فِيـــــهِ الفُرْسُ أَنَّهُـــمُ
    قَدْ أُنْذِرُوا بِحُلُولِ البُؤْسِ وَالنِّقَمِ
    وَبَاتَ إِيوَانُ كِسْرَى وَهُوَ مُنْصَدِعٌ
    كَشَمْلِ أَصْحَابِ كِسْرَى غَيْرَ مُلْتَئِمِ
    وَالنَّــارُ خَامِدَةُ الأَنْفَـــاسِ مِنْ أَسَفٍ
    عَلَيْهِ وَالنَّهْرُ سَاهِي العَيْنَ مِنْ سَدَمِ
    وَسَاءَ سَاوَةَ أَنْ غَاضَتْ بُحَيْرَتُهَا
    وَرُدَّ وَارِدُهَا بِالغَيْظِ حِينَ ظَميِ
    كَأَنَّ بِالنَّارِ مَا بِالمَـــــاءِ مِنْ بَلـَــلٍ
    حُزْنًا وَبِالمَاءِ مَا بِالنَّارِ مِنْ ضَرَمِ
    وَالجِنُّ تَهْتِفُ وَالأَنْوَارُ سَاطِعَةٌ
    وَالحَّقُ يَظْهَرُ مِنْ مَعْنىً وَمِنْ كَلِمِ
    عَمُوا وَصَمُّـوا فَإِعْلاَنُ البَشَائِرِ لَمْ
    يُسْمَعْ وَبَارِقَــــةُ الإِنْذَارِ لَمْ تُشَمِ
    مِنْ بَعْـــدِ مَا أَخْبَرَ الأَقْوَامَ كَاهِنُهُمْ
    بِأَنَّ دِينَهُـــمُ المِعْــــوَجَّ لَمْ يَقُــمِ
    وَبَعْدَمَا عَايَنُوا فيِ الأُفْقِ مِنْ شُهُبٍ
    مُنْقَضَّةٍ وِفْقَ مَا فيِ الأَرْضَ مِنْ صَنَمِ
    حَتَّى غَدَا عَنْ طَرِيقِ الْوَحْيِ مُنْهَزْمٌ
    مِنَ الشَّيَاطِينِ يَقْفُوا إِثْرَ مُنْهَزِمِ
    كَأَنَّهُمْ هَــــرَبًا أَبْطَـــالُ أَبْرَهَــــةٍ
    أَوْ عَسْكَرٍ بِالحَصَى مِنْ رَاحَتَيْهِ رُمِي
    نَبْذًا بِهِ بَعْــــــدَ تَسْبِيحٍ بِبَطْنِهِمَــــا
    نَبْذَ المُسَبِّحِ مِــــنْ أَحْشَاءِ مُلْتَقِـــمِ
    جَاءَتْ لِدَعْوَتِهِ الأَشْجَــــارُ سَاجِدَةً
    تَمْشِي إِلَيْهِ عَلَى سَاقٍ بِلاَ قَـــدَمِ
    كَأَنَّمَــا سَطَرَتْ سَطْـــرًا لِمَا كَتَبَتْ
    فُرُوعُهَا مِنْ بَدِيعِ الْخَطِّ بِاللَّقَـــمِ
    مَثْلَ الغَمَامَةِ أَنَّـــــى سَارَ سَائِرَةً
    تَقِيهِ حَرَّ وَطِيسٍ لِلْهَجِيرِ حَميِ
    أَقْسَمْتُ بِالْقَمَرِ المُنْشِقِّ إِنَّ لَــــهُ
    مِنْ قَلْبِهِ نِسْبَةً مَبْـــرُورَةَ القَسَمِ
    وَمَا حَوَى الغَارُ مِنْ خَيْرٍ وَمِنْ كَرَمِ
    وَكُلُّ طَرْفٍ مِنَ الكُفَّارِ عَنْهُ عَميِ
    فَالصِّدْقُ فيِ الغَارِ وَالصِّدِّيقُ لَمْ يَرِمَا
    وَهُمْ يَقُولُونَ مَا بِالْغَارِ مِنْ أَرِمِ
    ظَنُّوا الحَمَــامَ وَظَنُّوا الْعَنْكَبُوتَ عَلَى
    خَيْرِ الْبَرِيَّةِ لَمْ تَنْسُجْ وَلَمْ تَحُـــمِ
    وِقَايَةُ اللهِ أَغْنَتْ عَــــنْ مُضَاعَفَــةٍ
    مِنَ الدُّرُوعِ وَعَنْ عَالٍ مِنَ الأُطُمِ
    مَا سَامَنيِ الدَّهْرُ ضَيْمًا وَاسْتَجَرْتُ بِهِ
    إِلاَّ وَنِلْتَ جِوَارًا مِنْهُ لَمْ يُضَـــمِ
    وَلاَ الْتَمَسْتُ غِنَــى الدَّارَيْنِ مِنْ يَدِهِ
    إِلاَّ اسْتَلَمْتُ النَّدَى مِنْ خَيْرِ مُسْتَلَمِ
    لاَ تُنْكِرِ الْوَحْـــيَ مِنْ رُؤْيَاهُ إِنَّ لَهُ
    قَلَبًا إِذَا نَامَتِ العَيْنَانِ لَمْ يَنَـــمِ
    وَذَاكَ حِيــنَ بُلُـــوغٍ مِنْ نُبَوَّتِــــهِ
    فَلَيْسَ يُنْكَـــــرُ فِيهِ حَالُ مُحْتَلِمِ
    تَبَارَكَ اللهُ مَــا وَحَــــيٌ بِمُكْتَسِبٍ
    وَلاَ نَبيُّ عَلَـــــى غَيْبٍ بِمُتَّهَــمِ
    كَمْ أَبْرَأَتْ وَصِبًا بِاللَّمْسِ رَاحَتُهُ
    وَأَطْلَقَتْ أَرِبًا مِــــنْ رِبْقَهِ اللَّمَمِ
    وَأَحَيتِ السَّنَةَ الشَّهْبَــــاءَ دَعْوَتُـــهُ
    حَتَّى حَكَتْ غُرَّةً فيِ الأَعْصُرِ الدُّهُمِ
    بِعَارضٍ جَاَد أَوْ خِلْتَ البِطَاحَ بِهَا
    سَيْبًا مِنَ اليَمِّ أَوْ سَيْلاً مِنَ العَرِمِ
    دَعْنيِ وَوَصْفِي آيَاتٍ لَهُ ظَهَـــرَتْ
    ظُهُورَ نَارِ القِرَى لَيْلاً عَلَى عَلَمِ
    فَالدُّرُّ يَزْدَادُ حُسْنًا وَهُـــوَ مُنْتَظِــمٌ
    وَلَيْسَ يَنْقُصُ قَــدْرًا غَيْرَ مُنْتَظِمِ
    فَمَا تَطَـــــاوُلُ آمَالِ المَديــــحِ إِلىَ
    مَا فِيهِ مِنْ كَرَمِ الأَخْلاَقِ وَالشِّيَمِ
    آيَاتُ حَــــقٍّ مِنَ الرَّحْمَنُ مُحْدَثَةٌ
    قَدِيمَةُ صِفَةُ المَوْصُوفِ بِالقِدَمِ
    لَمْ تَقْتَـــرِنْ بِزَمِانٍ وَهِــيَ تُخْبِرُنَا
    عَنْ المَعَادِ وَعَنْ عَادٍ وَعَنْ إِرَمِ
    دَامَتْ لَدَيْنَـــا فَفَاقَتْ كُلَّ مُعْجِــزَةً
    مَنَ النَّبِيِّينَ إِذْ جَاءَتْ وَلَمْ تَــدُمِ
    مُحْكَّمَاتٌ فَمَـــا تُبْقِيــــنَ مِـــنْ شُبَهٍ
    لِذِي شِقَاقٍ وَمَا تَبْغِينَ مِنْ حَكَمِ
    مَا حُورِبَتْ قَطُّ إِلاَّ عَادَ مِنْ حَرَبٍ
    أَعْدَى الأَعَادِي إِلَيْهَا مُلْقِيَ السَّلَمِ
    رَدَّتْ بَلاَغَتُهَا دَعْــــوَى مُعَارِضِهَا
    رَدَّ الغَيْورِ يَدَ الجَانيِ عَنِ الْحَرَمِ
    لَهَا مَعَــــانٍ كَمَوْجِ البَحْـــرِ فيِ مَدَدٍ
    وَفَوْقَ جَوْهَرِهِ فيِ الْحُسْنِ وَالقِيَمِ
    فَمَا تُعَــــدُّ وَلاَ تُحْصَـــى عَجَائِبُهَا
    وَلاَ تُسَامُ عَلَى الإِكْثَـــارِ بِالسَّأَمِ
    قَرَّتْ بِهَــــا عَيْنُ قَارِيهَا فَقُلْتُ لَــهُ
    لَقَدْ ظَفِرْتَ بِحَبْلِ اللهِ فَاعْتَصِمِ
    إِنْ تَتْلُهَا خِيفَـــةً مِنْ حَرَّ نَارِ لَظَى
    أَطْفَأْتَ حَرَّ لَظَىَ مِنْ وِرْدِهَا الشَّبِمِ
    كَأَنَّهَا الحَــوْضُ تَبْيَضُّ الوُجُوهُ بِهِ
    مِنَ العُصَاةِ وَقَدْ جَاءُوهُ كَالحُمَمَ
    وَكَالصِّــــرَاطِ وَكَالمِيزَانِ مَعْدَلَةٍ
    فَالقِسْطُ مِنْ غَيْرِهَا فيِ النَّاسِ لَمْ يَقُم
    لاَ تَعْجَبَن لِحَسُـــودٍ رَاحَ يُنْكِرُهَا
    تَجَاهُلاً وَهُوَ عَيْنُ الحَاذِقِ الفَهِمِ
    قَدْ تُنْكِرُ الْعَيْنُ ضَوْءَ الشَّمْسِ مِنْ رَمَدٍ
    وَيُنْكِرُ الفَمُ طَعْمَ المَاءِ مِنْ سَقَـــمِ
    يَا خَيْرَ مَنْ يَمَّــــمَ العّافُونَ سَاحَتَهُ
    سَعْيًا وَفَوْقَ مُتُونِ الأَيْنُقِ الرُّسُمِ
    وَمَنْ هُــــوَ الآيَةُ الكُبْــرَى لِمُعْتَبِـــرٍ
    وَمَنْ هُوَ النِّعْمَةُ العُظْمَى لِمُغْتَنِــمِ
    سَرَيْتَ مِـــنْ حَرَمٍ لَيْلاً إِلىَ حَرَمٍ
    كَمَا سَرَى البَدْرُ فيِ دَاجٍ مِنَ الظُّلَمِ
    وَبِتَّ تَرْقَى إِلــــىَ أَنْ نِلْتَ مَنْزِلَةً
    مِنْ قَابِ قَوْسَيْنِ لَمْ تُدْرَكْ وَلَمْ تُرَمِ
    وَقَدَّمَتْكَ جَمِيــعُ الأَنْبِيَاءِ بِهَــــــا
    وَالرُّسْلِ تَقْدِيمَ مَخْدُومٍ عَلَى خَدَمِ
    وَأَنْتَ تَخْتَرِقُ السَّبْـــعَ الطِّبَاقَ بِهِـــمْ
    فيِ مَوْكِبٍ كُنْتَ فِيهِ الصَّاحِبَ العَلَمِ
    حَتىَّ إِذَا لَمْ تَـــــدَعْ شَأْوًا لِمُسْتَبِقٍ
    مِنَ الدُّنُوِّ وَلاَ مَرْقَــــى لِمُسْتَنِمِ
    خَفَضْتَ كُلَّ مَقَــــامٍ بِالإِضَافَـــةٍ إِذْ
    نُودِيتَ بِالرَّفْعِ مِثْلَ المُفْرَدِ العَلَمِ
    كَيْمَا تَفُــوزَ بِوَصْـــلٍ أَيِّ مُسْتَـتِرٍ
    عَنْ العُيُونِ وَسِرٍّ أَيِّ مُكْتَتَــــمِ
    فَحُزْتَ كُلَّ فَخَــــارٍ غَيْرَ مُشْتَركٍ
    وَجُزْتَ كُلَّ مَقَامٍ غَيْرَ مُزْدَحَمِ
    وَجَلَّ مِقْدَارُ مَـــا وُلِّيتَ مِنْ رُتَبٍ
    وَعَزَّ إِدْرَاكُ مَا أُولِيتَ مِنْ نِعَمِ
    بُشْرَى لَنَا مَعْشَـــرَ الإِسْلاَمٍ إِنَّ لَنَا
    مِنَ العِنَايِةِ رُكْنًا غَيْرَ مُنْهَدِمِ
    لَمَّا دَعَــــا اللهُ دَاعِينَا لِطَــاعَتِـــهِ
    بِأَكْرَمِ الرُّسْـــلِ كُنَّا أَكْرَمَ الأُمَمِ
    رَاعَتْ قُلُـــوبَ الْعِــدَا أَنْبَاءُ بِعْثَتِهِ
    كَنَبْـــأَةٍ أَجْفَلَتْ غُفْلاً مِنَ الْغَنَمِ
    مَا زَالَ يَلْقَاهُــــمُ فيِ كُــلِّ مُعْتَرَكٍ
    حَتىَّ حَكَوْا بِالْقَنَا لَحْمًا عَلَى وَضَمِ
    وَدُّوا الفِرَارَ فَكَــــادُوا يَغْبِطُـــونَ بِهِ
    أَشْلاَءَ شَالَتْ مَعَ الْعِقْبَانِ وَالرَّخَمِ
    تَمْضِي اللَّيَالِــي وَلاَ يَدْرُونَ عِدَّتَهَا
    مَا لَمْ تَكُنْ مِنْ لَيَالِي الأَشْهُرِ الْحَرَمِ
    كَأَنَّمَا الدِّينُ ضَيْفٌ حَـــلَّ سَاحَتَهُمْ
    بِكُلِّ قَرْمٍ إِلىَ لَحْــــمِ العِدَا قَرِمِ
    يَجُرُّ بَحْــرَ خَمْيسٍ فَوْقَ سَابِحَةٍ
    يَرْمِى بِمَوْجٍ مِنَ الأَبْطَالِ مُلْتَطِمِ
    مِـــنْ كُـــلِّ مُنْـتَدَبٍ للهِ مُحْــتَسِبٍ
    يِسْطُو بِمُسْتَأْصِلٍ لِلكُفْرِ مُصْطَلِمِ
    حَتىَّ غَدَتْ مِلَّةُ الإِسْلاَمِ وَهْيَ بِهِمْ
    مِنْ بَعْدِ غُرْبَتِهَا مَوْصُولَةَ الرَّحِمِ
    مَكْفُــولَــةً أَبَدًا مِنْهُــــمْ بِخَيْــرِ أَبٍ
    وَخَيْــرِ بَعْلٍ فَلَـــمْ تَيْتَمْ وَلَمْ تَئِمِ
    هُمُ الجِبَالُ فَسَلْ عَنْهُمْ مُصَادِمَهُمْ
    مَاذَا رَأَى مِنْهُمُ فيِ كُلِّ مُصْطَدَمِ
    وَسَلْ حُنَيْنًا وَسَلْ بَدْرًا وَسَلْ أُحُدًا
    فُصُولَ حَتْفٍ لَهُمْ أَدْهَى مِنَ الوَخَمِ
    المُصْدِرِي البِيضِ حُمْرًا بَعْدَ مَا وَرَدَتْ
    مِنَ العِدَا كُلَّ مُسْــــوَدٍّ مِنَ اللِّمَـــمِ
    وَالكَاتِبِينَ بِسُمْرِ الخَــــطِّ مَا تَرَكَتْ
    أَقْلاَمُهُمْ حَرْفَ جِسْمٍ غَيْرَ مُنَعَجِمِ
    شَاكِـــي السِّلاَحِ لَهُمْ سِيمَـــا تُمَيِّزُهُمْ
    وَالوَرْدُ يَمْتَازُ بِالسِّيمَا عَنِ السَّلَمِ
    تُهْدِي إِلَيْكَ رِيَــــاحُ النَّصْـــرِ نَشْرَهُمُ
    فَتَحْسَبُ الزَّهْرَ فيِ الأَكْمَامِ كُلَّ كَمِي
    كَأَنَّهُمْ فيِ ظُهُـــورِ الخَيْلِ نَبْتُ رَبًا
    مِنْ شِدَّةِ الحَزْمِ لاَ مِنْ شِدَّةِ الحُزُمِ
    طَارَتْ قُلُوبُ العِــدَا مِنْ بَأْسِهِمْ فَرَقًا
    فَمَـــا تُفَرِّقُ بَيْنَ البَهــــْمِ وَالبُهُــمِ
    وَمَنْ تَكُـــنْ بِرَسُــــولِ اللهِ نَصْرَتُهُ
    إِنْ تَلْقَهُ الأُسْدُ فيِ آجَامِهَا تَجِمِ
    وَلَــنْ تَرَى مِنْ وَليٍّ غَيْـــرِ مُنْتَصِرٍ
    بِهِ وَلاَ مِنْ عَــــدُوٍّ غَيْرَ مُنْقَصِمِ
    أَحَلَّ أُمَّتـَـــهُ فــيِ حِـــرْزِ مِلَّتِــــهِ
    كَاللَّيْثِ حَلَّ مَعَ الأَشْبَالِ فيِ أَجَمِ
    كَـــمْ جَدَّلَتْ كَلِمَـــــاتُ اللهِ مِنْ جَدَلٍ
    فِيهِ وَكَمْ خَصَمَ البُرْهَانُ مِنْ خَصِمِ
    كَفَــــاكَ بِالْعِلْمِ فـــيِ الأُمِّيِّ مُعْجِــزَةً
    فــيِ الجَاهِلِيَّةِ وَالتَّأْدِيبِ فـــيِ اليُتُمِ
    خَدَمْتُــــهُ بِمَــــدِيحٍ أَسْتَقِيــــلُ بِهِ
    ذُنُوبَ عُمْرٍ مَضَى فيِ الشِّعْرِ وَالخِدَمِ
    إِذْ قَــلَّدَانِيَ مَـــا تَخْشَــــى عَوَاقِبُــهُ
    كَأَنَّنِي بِهِمَـــا هَدْىٌ مِـــنَ النَّعَمِ
    أَطَعْتُ غَيَّ الصِّبَا فيِ الحَالَتَيْنِ وَمَا
    حَصَلْتُ إِلاَّ عَلَى الآثَامِ وَالنَّـدَمِ
    فَيَا خَسَــارَةَ نَفْسٍ فــيِ تِجَارَتِهَا
    لَمْ تَشْتَرِ الدِّينَ بِالدُّنْيَا وَلَمْ تَسُمِ
    وَمَنْ يَـبِــعْ آجـِـــلاً مِنْهُ بِعَاجـِـــلِهِ
    يَبِنْ لَهُ الْغَبْنُ فيِ بَيْعٍ وَفيِ سَلَمِ
    إِنْ آتِ ذَنْبًا فَمَـــا عَهْدِي بِمُنْتَقِضٍ
    مَنَ النَّبِيِّ وَلاَ حَبْلِي بِمُنْصَرِمِ
    فَإِنَّ لــــيِ ذِمَّــــةً مِنْـــهُ بِتَسْمِيَتيِ
    مُحَمَّداً وَهُوَ أَوْفَى الخَلْقِ بِالذِّمَمِ
    إِنْ لَمْ يَكُنْ فيِ مَعَادِي آخِذًا بِيَدِي
    فَضْلاً وَإِلاَّ فَقُـــلْ يَا زَلَّةَ القَدَمِ
    حَاشَاهُ أَنْ يَحْرِمَ الرَّاجِي مَكَارِمَهُ
    أَوْ يَرْجِعَ الجَارُ مِنْهُ غَيْرَ مُحْتَرَمِ
    وَمُنْذُ أَلْزَمْتُ أَفْكَـــارِي مَدَائِحَـــهُ
    وَجَدْتُهُ لِخَلاَصِي خَيْـــرَ مُلْتَزِمِ
    وَلَنْ يَفُوتَ الغِنَى مِنْهُ يَدًا تَرِبَتْ
    إَنَّ الحَيَا يُنْبِتَ الأَزْهَارَ فيِ الأَكَمِ
    وَلَمْ أُرِدْ زَهْرَةَ الدُّنْيَا الَّتيِ اقْتَطَفَتْ
    يَدَا زُهَيْرٍ بِمَا أَثْنَـــى عَلَى هَرِمِ
    يَا أَكْـــرَمَ الخَلْقِ مَالَـــي مَنْ أَلُوذُ بِهِ
    سِوَاكَ عِنْدَ حُلُولِ الحَادِثِ العَمِمِ
    وَلَنْ يَضِيقَ رَسُـــولُ اللهِ جَاهُكَ بيِ
    إِذَا الكَرِيمِ تَجَلَّــى بِاسْمِ مُنْتَقِـــمِ
    فَإِنَّ مِنْ جُـــودِكَ الدُّنْيَا وَضـُـرَّتَهَا
    وَمِنْ عُلُومِكَ عِلْــمَ اللَّوْحِ وَالقَلَمِ
    يَا نَــفْسُ لاَ تَقْنَطِي مِـــنْ زَلَّةٍ عَظُمَتْ
    إَنَّ الكَبَائِرَ فـــيِ الغُفْرَانِ كَاللَّمَمِ
    لَعَلَّ رَحْمَــة َ رَبِّــي حِيــــنَ يَقْسِمُهَا
    تَأْتِي عَلَى حَسَبِ العِصْيَانِ فيِ الْقِسَمِ
    يَا رَبِّ وَاجْعَلْ رَجَائِي غَيْرَ مُنْعَكِسٍ
    لَدَيْكَ وَاجْعَلْ حِسَابِي غَيْرَ مُنْخَرِمِ
    وَالْطُفْ بِعَبْـــدِكَ فيِ الدَّارَيْنِ إَنَّ لَهُ
    صَبْرًا مَتَى تَدْعُهُ الأَهْوَالُ يَنْهَزِمِ
    وَأْذَنْ لِسُحْبِ صَــــلاَةٍ مِنْكَ دَائِمَةً
    عَلَـــى النَّبِيِّ بِمُنْهَــلٍّ وَمُنْسَجِـــمِ
    مَا رَنَّحَتْ عَذَبَاتِ الْبَانِ رِيحُ صَبًا
    وَأَطْرَبَ الْعِيسَ حَادِي الْعِيسِ بِالنَّغَمِ
    ثُمَّ الرِّضَا عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعَنْ عُمَرٍ
    وَعَنْ عَلِيٍّ وَعَنْ عُثْمَانَ ذِي الْكَرَمِ
    وَالآلِ وَالصَّحْـــبِ ثُمَّ التَابِعِيَن فَهُــمْ
    أَهْلُ التُّقَى وَالنَّقَا وَالحِلْمُ وَالْكَرَمِ
    يِا رَبِّ بِالمُصْطَفَى بَلِّـــغْ مَقَاصِدَنَا
    وَاغْفِرْ لَنَا مَا مَضَى يَا وَاسِعَ الكَرَمِ
    وَاغْفِرْ إِلَهِي لِكُلِ المُسْلِمِينَ بِمَا
    يَتْلُونَ فيِ المَسْجِدِ الأَقْصَى وَفيِ الحَرَمِ
    بِجَـــاهِ مَنْ بَيْتَهُ فــــيِ طَيْبَةٍ حَــرَمٌ
    وَاسْمُهُ قَسَمٌ مِنْ أَعْظَمِ الْقَسَـــمِ
    وَهَـــذِهِ بُـــرْدَةُ المُخْتَــــارِ قَدْ خُتِمَتْ
    وَالحَمْدُ للهِ فيِ بِدْءٍ وَفـــيِ خَتَمِ
    أَبْيَاتُهَا قَـــدْ أَتَتْ سِتِّيـــنَ مَـــعْ مِائَةٍ
    فَرِّجْ بِهَا كَرْبَنَا يَا وَاسِــعَ الْكَرَمِ
    وهذه قصيدة ( نهج البرده ) لأمير الشعراء أحمد شوقي

    ريمٌ عَلـى القـاعِ بَيـــــــــنَ البـانِ وَالعَلَـمِ
    أَحَلَّ سَفكَ دَمـي فـي الأَشهُـر الحُــــــرُمِ

    رَمــــــــى القَضـاءُ بِعَينَـي جُـؤذَرٍ أَسَـداً
    يـا ساكِـنَ القـاعِ أَدرِك ساكِــــــــنَ الأَجَـمِ

    لَمّـا رَنــــــــــــا حَدَّثَتنـي النَـفـسُ قائِـلَـةً
    يا وَيـحَ جَنبِكَ بِالسَهـمِ المُصيـبِ رُمـي

    جَحَدتُهـا وَكَتَمـتُ السَهــــــــمَ فـي كَبِـدي
    جُــــــــرحُ الأَحِبَّـةِ عِنـدي غَيـرُ ذي أَلَـمِ

    رُزِقتَ أَسمَحَ ما في النــــاسِ مِـن خُلُـقٍ
    إِذا رُزِقتَ اِلتِمـاسَ العُــــــذرِ فـي الشِيَـمِ

    يـا لائِمـي فـي هَــــــــــواهُ وَالهَـوى قَـدَرٌ
    لَو شَفَّـكَ الوَجـدُ لَـــــــــم تَعـذِل وَلَـم تَلُـم

    ِلَقَـد أَنَلتُـكَ أُذنـــــــــــــــــاً غَـيـرَ واعِـيَـةٍ
    وَرُبَّ مُنتَصِـتٍ وَالقَلـبُ فـــــــــي صَـمَـمِ

    يا ناعِسَ الطَرفِ لا ذُقـــتَ الهَـوى أَبَـداً
    أَسهَرتَ مُضناكَ في حِفـظِ الهَـوى فَنَـــمِ

    أَفديـكَ إِلفـاً وَلا آلـــــــــــو الخَيـالَ فِــدىً
    أَغـراكَ باِلبُخـلِ مَـن أَغـــــــــراهُ بِالكَـرَمِ

    سَـرى فَصـادَفَ جُرحــــــــاً دامِيـاً فَأَسـا
    وَرُبَّ فَضـلٍ عَلـــــــــــى العُـشّـاقِ لِلحُـلُـمِ

    مَـنِ المَوائِـسُ بانـاً بِالرُبــــــــــى وَقَـنـاً
    اللاعِبـاتُ بِروحـــــــي السافِحـاتُ دَمــي

    السافِـراتُ كَأَمثـــــــــالِ الـبُـدورِ ضُـحـىً
    يُغِرنَ شَمسَ الضُحـى بِالحَلـيِ وَالعِصَـمِ

    القـاتِـلاتُ بِأَجـفـــــــــــــــانٍ بِـهـا سَـقَــمٌ
    وَلِلمَنِـيَّـةِ أَسـبـابٌ مِـــــــــــــــنَ السَـقَـمِ

    العاثِـراتُ بِأَلـبـابِ الـــــــــــرِجـالِ وَمــا
    أُقِلنَ مِـن عَثَـراتِ الـــــــدَلِّ فـي الرَسَـمِ

    المُضرِمـاتُ خُــــــدوداً أَسفَـرَت وَجَـلَـت
    عَـن فِتنَـةٍ تُسلِـمُ الأَكـبـــــــــــادَ لِلـضَـرَمِ

    الحامِـلاتُ لِــــــــواءَ الحُـسـنِ مُختَلِـفـاً
    أَشكالُـهُ وَهـوَ فَــــــــــردٌ غَـيـرُ مُنقَـسِـمِ

    مِـن كُـلِّ بَيضـاءَ أَو سَمـــــــراءَ زُيِّنَـتـا
    لِلعَيـنِ وَالحُسـنُ فـــي الآرامِ كَالعُصُـمِ

    يُرَعنَ لِلبَصَـرِ السامـي وَمِـــن عَجَـبٍ
    إِذا أَشَـرنَ أَسَـــــــــــرنَ اللَـيـثَ بِالغَـنَـمِ

    وَضَعتُ خَـدّي وَقَسَّمـتُ الفُـؤادَ رُبـيً
    يَرتَعـنَ فــــــــي كُنُـسٍ مِنـهُ وَفـي أَكَـمِ

    يـا بِنـتَ ذي اللَبَـدِ المُحَمّـى جانِـبُـــــــهُ
    أَلقاكِ في الغـابِ أَم أَلقـاكِ فـي الأُطُــمِ

    مـا كُنـتُ أَعلَـمُ حَتّــــــــى عَـنَّ مَسكَنُـهُ
    أَنَّ المُنـى وَالمَنايـــــا مَضـرِبُ الخِـيَـمِ

    مَن أَنبَتَ الغُصنَ مِـن صَمصامَـةٍ ذَكَـر
    وَأَخـرَجَ الريــــــمَ مِـن ضِرغامَـةٍ قَـرِمِ

    بَيني وَبَينُـكِ مِـــــن سُمـرِ القَنـا حُجُـبٌ
    وَمِثلُـهـا عِـفَّـةٌ عُـذرِيَّـــــــــــــةُ العِـصَـمِ

    لَم أَغشَ مَغناكِ إِلّا فـي غُضـونِ كِــرىً
    مَغنـاكَ أَبـعَـدُ لِلمُشـتـاقِ مِــــــــــــن إِرَمِ

    يـا نَفـسُ دُنيــــــــاكِ تُخفـى كُـلَّ مُبكِيَـةٍ
    وَإِن بَـدا لَـكِ مِنهـا حُســــــــنُ مُبتَـسَـمِ

    فُضّـي بِتَقـواكِ فاهـاً كُلَّمـــــــا ضَحِـكَـت
    كَمـا يَفُـضُّ أَذى الرَقـشـــــــــاءِ بِالـثَـرَمِ

    مَخطوبَـةٌ مُنـذُ كــــــانَ النـاسُ خاطِـبَـةٌ
    مِن أَوَّلِ الدَهــــــرِ لَـم تُرمِـل وَلَـم تَئَـمِ

    يَفنـى الزَمـانُ وَيَبقـى مِــــــن إِساءَتِهـا
    جُـرحٌ بِـآدَمَ يَبكـي مِنــــــــهُ فــي الأَدَمِ

    لا تَحفَـلـي بِجَنــــــــــاهـا أَو جِنايَـتِـهـا
    المَـوتُ بِالزَهـرِ مِثــــلُ المَـوتِ بِالفَحَـمِ

    كَــــــــــم نائِـمٍ لا يَراهـا وَهــيَ سـاهِـرَةٌ
    لَـولا الأَمانِــــــــــيُّ وَالأَحـلامُ لَــم يَـنَـمِ

    طَـوراً تَمُـــــــــدُّكَ فـي نُعـمـى وَعافِـيَـةٍ
    وَتــــــارَةً فـي قَـرارِ البُـؤسِ وَالوَصَـمِ

    كَــــــم ضَلَّلَتـكَ وَمَـن تُحجَـب بَصيرَتُـهُ
    إِن يَلـقَ صابـــــــا يَـرِد أَو عَلقَمـاً يَسُـمُ

    يـا وَيلَتـاهُ لِنَفسـي راعَـهـا وَدَهـــــــــــا
    مُسـوَدَّةُ الصُحـفِ فـــــي مُبيَضَّـةِ اللَمَـمِ

    رَكَضتُها فـي مَريــــعِ المَعصِيـاتِ وَمـا
    أَخَـذتُ مِـن حِميَـةِ الطاعـــــــاتِ لِلتُخَـمِ

    هامَـت عَلـى أَثَـــــــــرِ اللَـذّاتِ تَطلُبُـهـا
    وَالنَفسُ إِن يَدعُها داعـي الصِبـا تَهِـمِ

    صَـلاحُ أَمـــــــــــــرِكَ لِـلأَخـلاقِ مَرجِـعُـهُ
    فَقَـوِّمِ النَـفـسَ بِـالأَخــــــــــــلاقِ تَستَـقِـمِ

    وَالنَفسُ مِن خَيرِهـا فـي خَيـــــرِ عافِيَـةٍ
    وَالنَفسُ مِن شَرِّهـا فـي مَرتَـعٍ وَخِـــــمِ

    تَطغـى إِذا مُكِّنَـت مِـن لَـــــــــذَّةٍ وَهَــوىً
    طَغيَ الجِيـادِ إِذا عَضَّـت عَلـى الشُكُــــــمِ

    إِن جَلَّ ذَنبي عَـنِ الغُفــــــرانِ لـي أَمَـلٌ
    في اللَـهِ يَجعَلُنـي فـي خَيـــــــرِ مُعتَصِـمِ

    أَلقـى رَجائـي إِذا عَــــــــزَّ المُجيـرُ عَلـى
    مُفَـرِّجِ الكَـرَبِ فــــــــي الدارَيـنِ وَالغَمَـمِ

    إِذا خَفَضـتُ جَـنـــــــــــــاحَ الــذُلِّ أَسـأَلُـهُ
    عِزَّ الشَفاعَـةِ لَــــــــم أَسـأَل سِـوى أُمَـمِ

    وَإِن تَـقَـــــــــــدَّمَ ذو تَـقـوى بِصـالِـحَـةٍ
    قَدَّمـتُ بَيـنَ يَـدَيـهِ عَـبـرَةَ الـنَــــــــــــــدَمِ

    لَزِمـتُ بـابَ أَميــــــــــرِ الأَنبِيـاءِ وَمَــن
    يُمسِـك بِمِفتـــــــــــاحِ بـابِ الـلَـهِ يَغتَـنِـمِ

    فَـكُـلُّ فَـضـــــــــــــلٍ وَإِحـسـانٍ وَعـارِفَـةٍ
    مـــــــــــــا بَيـنَ مُستَـلِـمٍ مِـنـهُ وَمُلـتَـزِمِ

    عَلَّقـتُ مِـن مَدحِــــــــــهِ حَبـلاً أُعَـزُّ بِـهِ
    فـي يَـــــــومِ لا عِـزَّ بِالأَنسـابِ وَاللُحَـمِ

    يُزري قَريضـي زُهَيـراً حيــــنَ أَمدَحُـهُ
    وَلا يُقـاسُ إِلـى جـــــــودي لَـدى هَـرِمِ

    مُحَمَّــــــــــدٌ صَـفـوَةُ الـبـاري وَرَحمَـتُـهُ
    وَبُغيَـةُ اللَـهِ مِـن خَلــــــــقٍ وَمِـن نَسَـمِ

    وَصاحِبُ الحَوضِ يَـومَ الرُسـلِ سائِلَـةٌ
    مَتــى الـوُرودُ وَجِبريـلُ الأَميـنُ ظَمـي

    سَنـــــــــــاؤُهُ وَسَـنـاهُ الشَـمـسُ طالِـعَـةً
    فَالجِرمُ فـي فَلَـكٍ وَالضَــــــوءُ فـي عَلَـمِ

    قَـد أَخطَـأَ النَجـمَ مـا نالَــــــــــت أُبُـوَّتُـهُ
    مِـن سُـؤدُدٍ بــــــــاذِخٍ فـي مَظهَـرٍ سَنِـمِ

    نُموا إِلَيهِ فَـــزادوا فـي الـوَرى شَرَفـاً
    وَرُبَّ أَصـــــلٍ لِفَـرعٍ فـي الفَخـارِ نُمـي

    حَـواهُ فــــــي سُبُحـاتِ الطُهـرِ قَبلَـهُـمُ
    نـورانِ قامــــا مَقـامَ الصُلـبِ وَالرَحِـمِ

    لَـمّــــــــــــــــا رَآهُ بَحـيـرا قــالَ نَـعـرِفُـهُ
    بِمـا حَفِظنــــــــا مِـنَ الأَسمـاءِ وَالسِـيَـمِ

    سائِل حِراءَ وَروحَ القُـدسِ هَـل عَلِمـا
    مَصــــــــونَ سِـرٍّ عَــنِ الإِدراكِ مُنكَـتِـمِ

    كَـم جيئَـةٍ وَذَهــــــــــابٍ شُـرِّفَـت بِهِـمـا
    بَطحــــاءُ مَكَّـةَ فـي الإِصبـاحِ وَالغَسَـمِ

    وَوَحشَــــــــةٍ لِاِبـنِ عَبـدِ اللَـهِ بينَهُـمـا
    أَشهى مِنَ الأُنـسِ بِالأَحسـابِ وَالحَشَـمِ

    يُسامِـرُ الوَحـــــــيَ فيهـا قَبـلَ مَهبِـطِـهِ
    وَمَـن يُبَشِّـر بِسيمـى الخَيــــــــرِ يَتَّـسِـمِ

    لَمّا دَعا الصَحبُ يَستَسقـونَ مِـن ظَمَـإٍ
    فاضَـت يَـــــــداهُ مِـنَ التَسنيـمِ بِالسَـنَـمِ

    وَظَلَّلَـتـهُ فَـصــــــــــــارَت تَستَـظِـلُّ بِــهِ
    غَمـامَـــــــــــةٌ جَذَبَتـهـا خـيـرَةُ الـدِيَـمِ

    مَحَـبَّـةٌ لِـرَسـولِ الـلَـهِ أُشرِبَـــــــــــهـا
    قَعائِـدُ الدَيـرِ وَالرُهبـانُ فـي القِـمَــــــمِ

    إِنَّ الشَمائِـلَ إِن رَقَّـت يَـكـــــــادُ بِـهـا
    يُغـرى المـادُ وَيُغـرى كُـــلُّ ذي نَسَـمِ

    وَنـودِيَ اِقـــــــرَأ تَعالـى الـلَـهُ قائِلُـهـا
    لَم تَتَّصِـل قَبـلَ مَـن قيلَـت لَـــــهُ بِفَـمِ

    هُـنـاكَ أَذَّنَ لِلـــــــــــرَحَـمَـنِ فَـاِمـتَـلَأَت
    أَسمـاعُ مَكَّــــــــةَ مِـن قُدسِـيَّـةِ النَـغَـمِ

    فَلا تَسَل عَـن قُرَيـشٍ كَيـفَ حَيرَتُهــا
    وَكَيـفَ نُفرَتُهـا فـــي السَهـلِ وَالعَلَـمِ

    تَساءَلواعَـن عَظيـمٍ قَـــــــد أَلَــمَّ بِـهِـم
    رَمـى المَشايِـخَ وَالـــــوِلـدانِ بِاللَـمَـمِ

    ياجاهِليـنَ عَلـى الـهـــــادي وَدَعـوَتِـهِ
    هَـل تَجهَلـونَ مَكــانَ الصـادِقِ العَلَـمِ

    لَقَّبتُمـوهُ أَميـنَ القَـومِ فــــــــي صِـغَـرٍ
    وَمـا الأَميـنُ عَلـى قَـــــــــولٍ بِمُتَّـهَـمِ

    فـاقَ البُـدورَ وَفــــــاقَ الأَنبِيـاءَ فَـكَـم
    بِالخُلقِ والخَلقِ مِن حُسـنٍ وَمِـن عِظَـمِ

    جـــاءَ النبِيّـونَ بِالآيـاتِ فَاِنصَـرَمَـت
    وَجِئتَـنـا بِحَكـيـمٍ غَـيــــــــــرِ مُنـصَـرِمِ

    آياتُـهُ كُلَّمـا طــــــــــالَ الـمَـدى جُــدُدٌ
    يَزينُـهُـنَّ جَـــــــــــلالُ العِـتـقِ وَالـقِـدَمِ

    يَكـــــــــــادُ فـي لَفـظَـةٍ مِـنـهُ مُشَـرَّفَـةٍ
    يوصيـكَ بِالحَـقِّ وَالتَقـوى وَبِالــرَحِـمِ

    يــا أَفـصَـحَ الناطِقـيـنَ الـضــادَ قاطِبَةً
    حَديثُكَ الشَهـــــــدُ عِندَ الذائِـقِ الفَهِـمِ

    حَلَّيـتَ مِـن عَطَـــــلٍ جيـدَ البَيـانِ بِـهِ
    فـي كُـــــلِّ مُنتَثِـرٍ فـي حُسـنِ مُنتَظِـمِ

    بِكُـلِّ قَـــــــــــــولٍ كَـريـمٍ أَنــتَ قائِـلُـهُ
    تُحـيِ القُلــــوبَ وَتُحـيِ مَيِّـتَ الهِـمَـمِ

    سَـرَت بَشائِــــــرُ باِلـهـادي وَمَـولِـدِهِ
    في الشَرقِ والغَربِ مَسرىالنورِ في الظُلَمِ

    تَخَطَّفَـت مُهَـجَ الطاغيـنَ مِـن عَــرَبٍ
    وَطَيَّـرَت أَنفُـسَ الباغيـنَ مِــن عُجُـمِ

    ريعَت لَها شَـرَفُ الإيـوانِ فَاِنصَدَعَـت
    مِن صَدمَةِ الحَقِّ لا مِـن صَدمَـةِالقُـدُمِ

    أَتَيـتَ وَالنـاسُ فَوضـــى لا تَمُـرُّ بِهِـم
    إِلّا عَلـــــى صَنَـمٍ قَـد هـامَ فـي صَنَـمِ

    وَالأَرضُ مَملــوءَةٌ جَــوراً مُسَـخَّـرَةٌ
    لِكُــــــلِّ طاغِيَـةٍ فـي الخَـلــقِ مُحتَـكِـمِ

    مُسَيطِرُالفُــــرسِ يَبغـي فــي رَعِيَّـتِـهِ
    وَقَيصَرُالـــــرومِ مِـن كِبـرٍأَصَـمُّ عَــمِ

    يُعَذِّبـانِ عِبــــــــــادَ الـلَـهِ فــي شُـبَـهٍ
    وَيَذبَـحـانِ كَـمــــــــا ضَحَّـيـتَ بِالغَـنَـمِ

    وَالخَلـــقُ يَفتِـكُ أَقـواهُـم بِأَضعَفِـهِـم
    كَاللَيـــثِ بِالبَهـمِ أَو كَالـحـوتِ بِالبَـلَـمِ

    أَسـتتتترى بِـكَ اللَـهُ لَـيـلاً إِذ مَلائِـكُـهُ
    والرُسلُ في المَسجِدِالأَقصى عَلى قَدَمِ

    لَمّـا خَطَـــــــرتَ بِـهِ اِلتَـفّـوا بِسَيِّـدِهِـم
    كَالشُهـبِ بِالبَـدرِ أَو كَالجُنـدِ بِالعَـلَـمِ

    صَلّـى وَراءَكَ مِنهُـم كُــــلُّ ذي خَـطَـرٍ
    وَمَـن يَفُـــــــــز بِحَبـيـبِ الـلَـهِ يَأتَـمِـمِ

    جُبتَ السَماواتِ أَو ما فَوقَهُـنَّ بِهِـــم
    عَـلـى مُـنَـوَّرَةٍ دُرِّيَّــــــــــــــــةِ الـلُـجُـمِ

    رَكوبَـةً لَـكَ مِـن عِـــــــزٍّ وَمِـن شَـرَفٍ
    لا في الجِيـادِ وَلا فــي الأَينُـقِ الرُسُـمِ

    مَشيئَـةُ الخالِـــــــقِ البـاري وَصَنعَتُـهُ
    وَقُــــــدرَةُ اللَـهِ فَـوقَ الشَـكِّ وَالتُهَـمِ

    حَتّى بَلَغـتَ سَمــــــــاءً لا يُطـارُ لَهـا
    عَلى جَنـــــاحٍ وَلا يُسعـى عَلـى قَـدَمِ

    وَقيـلَ كُــــــــــــــلُّ نَبِـيٍّ عِـنـدَ رُتبَـتِـهِ
    وَيا مُحَمَّـــــــدُ هَـذا العَـرشُ فَاِستَلِـمِ

    خَطَطـتَ لِلديـــــنِ وَالدُنيـا عُلومَهُمـا
    يا قارِئَ اللَــوحِ بَل يـا لامِـسَ القَلَـمِ

    أَحَطــــــتَ بَينَهُمـا بِالسِـرِّ وَاِنكَشَفَـت
    لَكَ الخَزائِنُ مِـــــــن عِلـمٍ وَمِـن حِكَـمِ

    وَضــاعَفَ القُربُ ما قُلِّدتَ مِـن مِنَـنٍ
    بِلا عِــــــــــدادٍ وَمـا طُوِّقـتَ مِـن نِعَـمِ

    سَل عُصبَةَ الشِركِ حَولَ الغارِ سائِمَةً
    لَــــــــــولا مُطـارَدَةُ المُختـارِ لَـم تُسَـمَ

    هَل أَبصَروا الأَثَرَالوَضّاءَ أَم سَمِعـوا
    هَمسَ التَسابيـــحِ وَالقُـرآنِ مِـن أُمَـمِ

    وَهَل تَمَثَّــــــلَ نَسـجُ العَنكَبـوتِ لَهُـم
    كَالغابِ وَالحائِماتُ وَالزُغبُ كَالرُخَمِ

    فَأَدبَـروا وَوُجـــــوهُ الأَرضِ تَلعَنُـهُـم
    كَباطِلٍ مِـن جَـــــــلالِ الحَـقِّ مُنهَـزِمِ

    لَولا يَدُ اللَـهِ بِالجــــــارَيـنَ مـا سَلِمـا
    وَعَينُهُ حَـــــولَ رُكـنِ الديـنِ لَـم يَقُـمِ

    تَوارَيـا بِجَنــــــــــاحِ الـلَـهِ وَاِستَـتَـرا
    وَمَن يَضُـمُّ جَنـــــــاحُ اللَـهِ لا يُضَـمِ

    يا أَحمَ

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 9 مايو 2024 - 16:43